نشأة رياض بك التامر وملامحه الشخصية
ولد رياض بك عام 1910 في كفر دجال بالنبطية في جبل عامل وتوفي في الثاني من شهر آب سنة 1975، لأب هو محمد بك التامر، وأم هي السيدة خديجة الأسعد شقيقة كامل بك وعبد اللطيف بك الأسعد " بكوات الطيبة". هذا ما أعطاه انفرادية خاصة في العائلة لم تتحقق لغيره. نشأ رياض التامر في بيت ملؤه العز والكرامة والعروبية النبيلة بصفاتها التي اكتسبها من والده الذي أسهب في إكسابها لولديه "رضا ورياض"، حتى كان لهم الشأن العظيم في جبل عامل دون غيرهم. فذاع صيت رياض بك التامر ولمع في الجنوب على مستوى جبل عامل وكان من مؤسسي المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي تكملة لمشوار أبيه في مقاومة المحتلين.
وتميز رياض بك بملامح عروبية أصيله كانت تظهر على وجهه العربي الحاد. كان رياض بك سريع البديهة منذ صغره مما جعله طلق اللسان وسريع الرد والذي يصل به إلى الحدة في الطباع، رغم شاعريته المفرطة وحبه للأدب والشعر، وإجادته للكتابة بفنون الخط المتنوعة، ونبوغه المبكر في فن العتابة حتى أشتهر بأبياته التي يقول فيها:
لا خلفي ولا قدامي ولا حداي
صهيل الخيل يطربني والحداي
أمانة إن مت مروني ولحداي
على أهلي وأحبابي والأصحاب
بالرغم من كل ما كان يملكه في جبل عامل إلا ان رياض بك كان يرى نفسه لا يملك شيئا. الشيء الوحيد الذي كان يطربه ويسعده هو صهيل الخيل والحدو. ظل رياض بك يتمسك بزيه العربي وكان لا يلبس الطربوش إلا أثناء تواجده في بيروت، وظل على ذلك حتى وفاته. كان رياض بك عربيا في صفاته وتصرفاته وفي الشهامة والعزة والكرم .
تقلد رياض بك منذ صغره مقاليد الزعامة بعدما رأى والده فيه ملامح النجابة، فخصه بمقاليد كثيرة اثبت فيها انه يستحقها، خاصة بعد سفر الأخ الأكبر رضا بك للتعليم في جامعة السوربون بفرنسا.
عند بلوغه سن الرشد، زوجه والده من ملك ناز إبنة شبيب باشا الأسعد ابن علي بك الأسعد وأنجب منها 14 ولدا وبنتا. كما كان له ولد يسمى فيصل من زوجة أخرى، وكان فارسا فريدا، لكنه لم يعمر كثيرا، حيث توفي أثر حادث اودى بحياته ..
الصفحة التالية : رياض بك التامر آخر الفرسان العرب