نسب رياض بك التامر
هو رياض بك ابن محمد بك ابن تامر بك ابن حسين بك السلمان، وحسين بك هو أول من لقب بالبك وأول من لبس الطربوش(1)، ..ومن أحفاد علي الصغير. ينتهي نسب رياض بك إلى الأمير محمد بن هزاع القحطاني من رؤساء قبائل عنزة، من عشائر الملحف وأبناء سالم الأبيض وجدهم الكبير هو سالم الأبيض بن زايد الجلاسي من ضنا مسلم، بطن من بطون عنزة الوائلية ابن عمرو بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان بن سيدنا إسماعيل عليه السلام جد العدنانيين، ابن سيدنا إبراهيم عليه السلام .
وإذا كان الرجال لا يموتون أبدا وإن وارى الثرى أجسادهم، فأفعالهم تظل خالدة خلود الزمن والأيام، وهذا ما ينطبق كل الانطباق على رياض بك التامر. هذا الرجل ستظل سيرته عطرة وباقية بفضل ما قدمه لجبل عامل، وبفعل نسبه إلى العائلة التي تعتبر هي المركز والأساس في الجبل.
تعود العراقة في النسب إلى الأسرة الوائلية، إلى الأمير محمد بن هزاع، الذي جاء على رأس جيش من رجال قبيلته من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام ليساند صلاح الدين الأيوبي في حروبه وقتها ضد الصليبيين. دخل الأمير محمد بن هزاع إلى جبل عامل أو ما يسمى بلاد بشارة، التي كان يحكمها آنذاك الأمير بشارة بن مقبل القحطاني، حيث دارت بينهما معركة انتهت بالغلبة للأمير محمد بن هزاع ليستولي على حكم البلاد ويتزوج من ابنته.
إذا كان المؤرخون يطلقون على جبل عامل اسمه نسبة إلى عاملة ابن سبأ، أو يطلقون عليه "بلاد بشارة" نسبة إلى الأمير بشارة، ففي كلتا الحالتين فإن رياض بك يجمع المجد من الطرفين. فعاملة ابن سبأ هو الجد الأعلى للأسرة الوائلية من ناحية الأم، ومن ناحية الأب الأمير محمد بن هزاع الذي تغلب على الأمير بشارة تزوج من ابنته.
عندما جائت الأسرة الوائلية إلى جبل عامل قادمة من شبه الجزيرة العربية، كانت على المذهب السني ومن محبي آل البيت، و لكن عندما وصلوا إلى جبل عامل بأكثريته الشيعية اندمجوا وانصهروا في المذهب الشيعي بحكم الواقع . بعد وفاة الأمير محمد بن هزاع، توالى أبناءه وأحفاده على الحكم في بلاد جبل عامل، واتخذوا من قلعة تبنين مركزا لحكومتهم، واستمروا في حكمهم حتى وصل الحكم بينهم الى أحمد بن مشرف الوائلي عام1700. توفي الأخير وزوجته حامل، والتي كانت من عرب السوالم، وهم فخذ من أفخاذ عنزة، فانتقلت للعيش مع إخوتها في أطراف بادية الشام، حيث أنجبت ولدا وسمته " علي الصغير" على اسم أخيها الذي كان غائبا في بلاد اليمن.
حدد السيد محسن الأمين في كتابه ” أعيان الشيعة “ فترة حكم الأسرة الوائلية منذ حوالي 700/1301 الى سنة 1281/ 1864 “، أي نحو ستمائة سنة لم يتخللها إلا حكم الشكريين ( في العهد القديم إذا صح التعبير). استمر حكم الاسرة الوائلية إلى القرن العشرين، حيث توالى على رئاسة مجلس الشعب أحمد بك الأسعد وابنه كامل بك الأسعد، تخللها فقط فترتين لعادل بك عسيران وصبري بك حماده .
في القضاء، أخذ رضا بك التامر أعلى رتبة قضائية، وكان منهم القاضي مصطفى بك نصار الأسعد. وشغل اسعد بك الاسعد منصب امين عام جامعة الدول العربية، كما كان فيهم السفراء والنواب كالدكتور سعيد الأسعد وغيرهم... في ذلك تقول الشاعرة دنيا التامر ـ ابنة عم رياض بك التامر، (التي كانت أول أديبة وصحفية تكتب في مجلة العرفان)، في إحدى قصائدها مفتخرة بنسب عائلتها:
قف على تبنين سائل صرحها ينبيك عنا
نسل قحطـان ووائـل إنـا آل المـجـد ألنـا
ـ-1 هناك مخطوطة مبايعة من مشايخ جبل عامل لحسين بك السلمان بعد عودته من مصر واستعادته قلعة تبنين والتي حكم منها لفترة طويلة .