علاقة رياض بك التامر مع الرئيس كميل شمعون
تعاظمت مكانة رياض بك التامر مع تولي الرئيس كميل شمعون مقاليد الحكم في لبنان سنة 1952 ، الذي كانت تربطه صداقة قوية بالأخوين رضا بك ورياض بك. فقام رياض بك بجعل منزله في تولين تحت إمرة الرئيس في رحلات صيده ، سواء كانت الأسرة موجودة فيه أو غير موجودة، فكان للرئيس كميل شمعون ان يأخذ من البيت ما يريده من رجال وخيول وكلاب صيد .
كما ان الزيارة التي قامت بها السيدة الأولى، زوجة الرئيس شمعون، السيدة زلفا إلى تولين لا تزال محفورة في الذاكرة. فقد كانت هذه الزيارة عبارة عن دعوة عامة مفتوحة لبلدان جبل عامل قاطبة، وعشائر عكار والبقاع وبعلبك والهرمل، بالإضافة إلى قبائل البادية السورية وجزء من قبائل الأردن، الذين هموا لاستقبال السيدة زلفا؛ لما تتمتع به من حب الجميع لها ولأناقتها ولياقتها العالية وجاذبيتها النادرة، ولباقتها في التعامل مع الجميع .
خرج رياض بك على رأس فرقة كبيرة من الخيالة بفرسه الزرقاء لاستقبالها بعد التامرية كما جرت العادة من باب تكريم الزائر، ولكن عندما لمحته السيدة زلفا رفضت أن تدخل تولين إلا بعد ان يترجل عن فرسه ويركب بجانبها، ففعل على مضض؛ وكان بذلك قد خرج عن تقاليد التشريفة العربية. دخلت السيدة زلفا البلدة وسط إطلاق نار كثيف ابتهاجا بها، وانطلقت الأهازيج والزغاريد على وقع الطبول والمزمار وعشرات الرجال الذين يمتهنون لعبة السيف والترس، لتصل إلى تولين ويدهشها طول وضخامة حلقة الدبكة التي كانت في استقبالها .. فكان الرجال يحفرون الأرض بأقدامهم لشدة فرحهم بقدومها، وكانت الأصوات تتغنى بوصف زيارتها بمختلف أنواع الزجل من حوربة وعتابة وخلافه .. ليسجل التاريخ في حياة الحاضرين يوما مميزا لا يستطيع المرء نسيانه. مما رسم على وجه السيدة الأولى علامات البهجة لمما رأته من حب وتقدير تلك الجماهير.
كما قامت السيدة زلفا بالطلب من الرجال أن يقوموا بإجراء سباق جائزته شالها الأحمر، الذي كان من الحرير النادر وكانت تربطه حول عنقها. فلبى الفرسان طلبها وانطلقوا بجنون حماستهم يطوون الأرض ويسابقون الريح، ففاز احدهم بشال السيدة زلفا، الذي مازال محتفظا به حتى الآن، مفتخرا بهذه الجائزة التي يروي قصتها كلما دعت الحاجة.