الجانب الآخر من شخصية رياض بك

رياض بك التامر

كان الحنان والعطف من سماته المميزة في منزله وكان يفسره بمفهومه، والذي قد لا يظهره لأقرب الناس إليه من زوجته أو أولاده. فكانت زوجته السيدة ملك ناز لها مكانة خاصة عنده، ووضعها في إطار هو يراه الأنسب لها، فأوكل إليها إدارة شئون المنزل ورعاية الأولاد، فكان لا يستطيع الاستغناء عنها أبدا، حتى وان كان محبا للجمال و للنساء وله في ذلك من الوقائع ما يعرفها الجميع.

كانت علاقته بأولاده يجسدها قول الإمام علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه " أحب الأولاد إليّ صغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يشفى، وغائبهم حتى يعود".

ايضا لم يقتصر رياض بك في حبه لأولاده، بل كان لرجاله نصيب كبير من التميز دون سائر رجالات المنطقة؛ فكان يعاملهم بطريقة جعلتهم محط تقدير الآخرين قبل تقديره. فمن ضمن عاداته انه إذا كان مدعوا عند احد الأشخاص، ان يولم لرجاله قبل الذهاب إليه، حتى إذا ما ذهبوا إلى مكان الوليمة لم يكن في نفسهم شيء، ويكونوا مميزين عن باقي رجال الزعماء .. فهدفهم هو رياض بك وإرضائه.

تميز رياض بك ايضا بحبه للسمر والمسامرة وكان له ندمائه وجلسائه الذين يحرصون كل الحرص على الجلوس عنده دون إبطاء أو تأخير، حتى في اللحظات التي كان الخلاف بين رياض بك وابن خاله احمد بك الأسعد يصل إلى ذروته. فبالرغم من إصرار بك الطيبة، احمد بن عبداللطيف بك الأسعد، على منع المتسامرين من زيارة رياض بك كنوع من العقوبة، إلا إنهم كانوا يذهبون إليه سرا ويقضون جلساتهم بين دعابة ومسامرة ومرح .

الصفحة السابقة : رياض بك التامر آخر الفرسان العرب



بقلم: عبدالله زيدان - تحقيق ومراجعة: ماجد حسين التامر