محمد بك التامر يسبق عصره
كان محمد بك التامر سابقا لعصره وزمانه في الفكر والرؤى، وهو ما لم يستطيع أحد من معاصريه أن يدانيه في ذلك. فبالإضافة إلى علاقته العميقة الطيبة مع رجال الدين وما يكن لهم من تقدير، فإنه تميز أيضا بأنه كان صاحب نظرة واسعة وهذا ما كان يجسده داخل بيته.
فقد كان محمد بك التامر أبا لولدين ( رضا بك ورياض بك ) وثلاث بنات، تميزت من بينهم جميعا ابنته ـ البكرية ـ " زينب " ، التي كان لها دور كبير على المستوى العائلي والاجتماعي والسياسي، وكذلك في إدارة شئونه ومصالحه. فكانت تنوب عنه في غيابه، وكان لها السلطة على الجميع في البيت بما فيهم الذكور. كما أنها كانت مميزة في الشعر ومحبة للأدب ومحدثة من الطراز الأول. تزوجت زينب من علي نصرت بك الأسعد ابن شبيب باشا الأسعد الذي كان أول وزير شيعي .
** (وسيرد ذكر الكثير من التفاصيل عن حياتها وسيرتها في الكتاب المشار إليه سابقا ).
هذا ما جعل محمد التامر مميزا من ناحية الفكر، إذ هو لم يفرق في المكانة بين الولد أو البنت، ويدلل على ذلك أيضا إصراره على استكمال ابنه رضا بك للتعليم في فرنسا رغم توقعه انه سيتخلى عن مظهره العربي، ويأتي متزوجا من فرنسية ومرتديا البرنيطة.
الصفحة التالية : محمد التامر في الأرشيف الفرنسي